دروس رمضان (صفحة 239)

من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه (3)

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فقد كان الحديث الماضي يدور حول بعض النماذج لأمور من تركها لله عوضه الله خيرًا مما ترك.

والحديث هاهنا إكمال لما مضى، وذكرٌ لنماذج أخرى من ذلك القبيل.

معاشر الصائمين: من ترك الوقيعة في أعراض الناس والتعرضَ لعيوبهم ومغامزهم - عُوِّض بالسلامة من شرهم، ورزق التبصرَ في نفسه.

قال الأحنف بن قيس -رحمه الله-: "من أسرع إلى الناس فيما يكرهون قالوا فيه ما لا يعلمون".

وقالت أعرابيةٌ توصي ولدها: "إياك والتعرضَ للعيوب فَتُتَّخذَ غرضًا، وخليقٌ ألا يثبتَ الغرضُ على كثرة السهام، وقلما اعْتَوَرَتِ السهامُ غرضًا حتى يهيَ ما اشتد من قوته".

قال الشافعي -رحمه الله-:

المرءُ إن كان مؤمنًا ورِعًا ... أشغله عن عيوب الورى ورعُهْ

كما السقيمِ العليلِ أشغله ... عن وجع الناس كلِّهم وجعُهْ

ومن ترك مجاراةَ السفهاء، وأعرض عن الجاهلين حمى عرضه، وأراح نفسه، وسلم من سماع ما يؤذيه {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}

طور بواسطة نورين ميديا © 2015