دروس رمضان (صفحة 23)

روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه» .

قال ابن حجر -رحمه الله- قوله: "إيمانًا": أي تصديقًا بوعد الله بالثواب عليه، و"احتسابًا": أي طلبًا للأجر، لا لقصد آخر من رياء ونحوه" اهـ.

وفي البخاري -أيضًا-من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال: «والذي نفسي بيده لَخُلوف فمِ الصائمِ أطيبُ عند الله من ريح المسك؛ يترك طعامه وشرابه، وشهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها» .

قال ابن حجر -رحمه الله- في شرح الحديث: قوله: «يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي» هكذا وقع هنا، ووقع في الموطأ «وإنما يذر شهوته» إلخ ... ولم يصرح بنسبته إلى الله، للعلم به، وعدم الإشكال فيه".

وقال -رحمه الله-: "وقد يفهم من صيغة الحصر في قوله: "إنما يذر" إلخ ... التنبيه على الجهة التي بها يستحق الصائم ذلك، وهو الإخلاص الخاصُّ به، حتى لو كان ترك المذكورات لغرض آخر كالتُّخمة لا يحصل للصائم الفضلُ المذكور" اهـ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015