دروس رمضان (صفحة 225)

وأيضًا؛ فإنه يفسد حالَ الفاعلِ والمفعولِ فسادًا لا يكاد يُرجى بعده صلاح؛ إلا أن يشاء الله بالتوبة النصوح.

وأيضاًَ؛ فإنه يَذْهَبُ بالمحاسن منهما، ويكسوهما ضدَّها، كما يذهب بالمودة بينهما، ويبدلُهما بها تباغضًا، وتلاعنًا.

وأيضًا؛ فإنه من أكبر أسباب زوال النعم، وحلول النِّقم؛ فإنه يوجب اللعن، والمقت من الله، وإعراضَه عن فاعله، وعدمَ نظره إليه؛ فأيُّ خيرٍ يرجوه بعد هذا؟ وأي شرٍّ يأمنه؟ وكيف حياةُ عبدٍ حلَّت عليه لعنةُ اللهِ ومقتُه؟ وأعرض عنه بوجهه، ولم ينظر إليه؟ !.

وأيضًا؛ فإنه يذهب بالحياء جملةً، والحياءُ هو حياةُ القلوبِ؛ فإن فَقَدها القلبُ استحسن القبيحَ، واستقبح الحسنَ، وحينئذٍ فقد استحكم فساده".

إلى أن قال -رحمه الله- متحدثًا عن أضرار اللواط:

"وأيضًا؛ فإنه يورث من الوقاحة، والجرأة، ما لا يورثه سواه.

وأيضًا فإنه يورث من المهانة، والسَّفال والحقارةِ ما لا يورثه غيره.

وأيضًا فإنه يكسو العبدَ حُلَّةَ المقت، والبغضاءِ، وازدراءِ الناس، واحتقارِهم إياه، واستصغارهم له ما هو مشاهد بالحس". اهـ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015