دروس رمضان (صفحة 220)

قال ابن الأثير رحمه الله متحدثًا عن صلاح الدين الأيوبي: (وكان - رحمه الله - حليمًا، حسن الأخلاق، صبورًا على ما يكره، كثير التغاضي عن ذنوب أصحابه، يسمع من أحدهم ما يكره، ولا يُعلِمُهُ بذلك، ولا يتغير عليه.

وبلغني أنه كان جالسًا وعنده جماعة، فرمى بعض المماليك بعضًا بسر موزة - أي بنعل - فأخطأته، ووصلت إلى صلاح الدين، فأخطأته ووقعت بالقرب منه، فالتفت إلى الجهة الأخرى يكلم جليسه؛ ليتغافل عنها) .

معاشر الصائمين: قد يقطع الحلم شَرًّا عظيمًا لو لم يقابل بالحلم لتمادى وعظم.

قال أيوب: (حلمُ ساعةٍ يدفع شرًّا كبيرًا) .

وقال الأحنف: (ربَّ غيظٍ تَجَرَّعْتُه، مخافةَ ما هو شرٌّ منه) .

بل قد يضع الحلمُ مكان الضغينة مودة؛ ذلكم أن الفضيلةَ محبوبةٌ في نفسها، وتدعو إلى إجلال مَنْ يتمسَّك بها.

وكثيرًا ما يكون الصفح عن المسيء دواءً لسوء خلقه، وتقويمًا لعوجه، فيعود الجفاء إلى ألفة، والمناوأة إلى مسالمة.

أما التسرُّع في دفع السيئة بمثلها أو أشدَّ دونما نظرٍ إلى الأثر السيئ - فذلك دليلُ ضيقِ الصدرِ، والعجزِ عن كبح جماح الغضب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015