الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا ريب أن للصوم أثرًا في اكتساب الحلم، ولا ريب أن للحلم فضائلَ عديدةً، والحديث هاهنا تبيان لبعض فضائل الحلم.
معاشر الصائمين: من فضائل الحلم أنك ترى الناسَ في جانب الحليم متى كان خصمُه أو مناظره ينحدر في جهالة، ولا يندى جبينه أن يقول سوءًا.
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (حلمُك على السفيه يكثر أنصارَك عليه) .
قال الحكيم العربي:
والحلمُ أعظمُ ناصرٍ تَدْعُونه ... فالزمْهُ يَكْفِكَ قلةَ الأنصار
ومن فضل الحلم أن رئاسةَ الناسِ -صغيرةً كانت أم كبيرة- لا ينتظم أمرُها إلا أن يكون الرئيس راسخًا في خلق الحلم.
قال معاوية رضي الله عنه لعرابةَ الأوسيِّ: بم سُدْتَ قومك حتى قال فيك الشماخ:
رأيت عرابةَ الأوسيَّ يسمو ... إلى الخيرات منقطعَ القرينِ
إذا ما رايةٌ رُفعت لِمَجدٍ ... تلقَّاها عرابةُ باليمينِ
قال عرابةُ: غيري أولى مني بذلك يا أمير المؤمنين.
قال معاوية: عزمتُ عليك لَتُخبرَنِّي.
قال عرابة: يا أمير المؤمنين, كنت أحلِم على جاهلهم، وأعطي سائلهم، وأسعى في قضاء حوائجهم.