دروس رمضان (صفحة 196)

والدعاء سبب لدفع غضب الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من لم يسألِ اللهَ يَغْضَبْ عليه» .

أخرجه أحمدُ، والترمذيُّ، وابن ماجه، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وحسنه الألباني.

والدعاء سبب لانشراح الصدر، وتفريج الهم، وزوال الغم، وتيسير الأمور، ولقد أحسن من قال:

وإني لأدعو اللهَ والأمرُ ضيّقٌ ... عليَّ فما ينفك أن يتفرّجا

وربَّ فتًى ضاقتْ عليه وجوهُهُ ... أصاب له في دعوة الله مَخْرَجا

والدعاء دليل على التوكُّل على الله، فسرُّ التوكلِ وحقيقتُه هو اعتمادُ القلبِ على الله، وفعلُ الأسباب المأذون بها، وأعظمُ ما يتجلَّى هذا المعنى حالَ الدعاء؛ ذلك أن الداعيَ مستعينٌ بالله، مفوضٌ أمرَهُ إليه وحده.

والدعاء وسيلة لكِبَرِ النفس، وعلو الهمة؛ ذلك أن الداعيَ يأوي إلى ركن شديدٍ ينزل به حاجاتِه، ويستعين به في كافّة أموره؛ وبهذا يتخلص من أَسْر الخلق، ورقِّهم، ومنَّتِهِم، ويقطعُ الطمعَ عما في أيديهم، وهذا هو عين عِزِّهِ، وفلاحِه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015