دروس رمضان (صفحة 185)

ولقد زاد هذا الأمرُ ضراوةً بعد أن تراجعت الكنيسةُ أمام ضربات الإلحاد؛ فما أغنت تلك الحريةُ المزعومةُ، والإباحيةُ المطلقةُ عن تلك المجتمعات فتيلًا، أو قطميرًا، ولا جلبت لها السعادة الحقّةَ، ولا الحياة الكريمةَ؛ ولهذا فإن الناس هناك يبحثون عمّا يريحهم من هذا العناء والشقاء؛ فمنهم من يلجأ إلى المخدرات والمهدئات التي تضاعف البلاء، وتزيد في الشقاء.

ومنهم من يروي غليلَه بالشذوذ الجنسي؛ حتى يفقد إنسانيته، ويلتحق بالأنعام في حياتها السافلةِ، ويفقد مع ذلك صحته وسعادته، ويكون عرضةً للإصابة بأمراض الشذوذ المتنوِّعة، وما يصاحبها من ضيق وتكدُّر.

ومنهم من يروي غُلَّته بالسطو، والسرقة، حتى إن الناس هناك لا يكادون يأمنون على أموالهم وممتلكاتهم، بل لقد أصبحت السرقة تعتمد على الدراسة، والتكنولوجيا الحديثة المجهزةِ بأحدث الوسائل والأساليب القائمة على أحدث المبتكرات، والتخطيط لكل عملية سطو.

وبعضُ أولئك يسلك طريقَ القتل؛ ليتشفّى من المجتمع، ويطفئَ نار الحقد المتَّقِدَةَ في صدره، فتراه يتحيَّن الفرص، وينتهز الغِرّة، ليهجم على ضحية يفقدها الحياة، ثم يبحث عن ضحية أخرى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015