وقال طاوسٌ - لعطاءٍ - رحمهما الله: (إياك أن تطلبَ حوائجك إلى من أغلق دونك بابه، ويجعل دونها حُجَّابَه، وعليك بمن بابه مفتوح إلى يوم القيامة، أمرك أن تدعوَه، ووعدك بأن يجيبك) .
وقيل لأبي حازم رحمه الله: (ما مالُك؟ قال: ثقتي بالله، وإياسي من الناس) .
وكتب أمير المؤمنين إلى أبي حازم: ارفع إليّ حاجتك.
قال أبو حازم: (هيهات! رفعت حاجتي إلى من لا يَخْتَزِنُ الحوائجَ؛ فما أعطاني قنعت، وما أمسك عني منها رضيت) .
وكان الشيخ عز الدين بن عبد السلام رحمه الله إذا قرأ عليه الطالبُ وانتهى يقول: (اقرأ من الباب الذي يليه ولو سطرًا؛ فإني لا أحب الوقوف على الأبواب) .
وأنشد الإمام أحمد بن يحيى ثعلب رحمه الله:
من عفّ خفّ على الصديق ... لقاؤه وأخو الحوائج وجهه مبذول
وأخوك مَنْ وفَّرْتَ ما في كيسه ... فإذا استعنت به فأنت ثقيل
ولله در الشيخِ المَكُّوديّ إذ يقول:
إذا عرضت لي في زمانيَ حاجةٌ ... وقد أشكلت فيها عليَّ المقاصدُ
وقفت بباب الله وقفةَ ضارعٍ ... وقلت إلهي إنني لك قاصدُ
ولست تراني واقفًا عند باب مَنْ ... يقول فتاهُ سيدي اليومَ راقدُ