ثم إن الشريعةَ أرشدت المسلمَ إذا أخذ المال أن يأخذه بسخاوة نفس؛ ليبارِكَ اللهُ له فيه، وألا يأخذه بإسرافٍ، وهلع، وتعرضٍ، وذلَّةٍ، وإشراف.
وإذا اتصف المرء بعزة النفس وَفُرت كرامتُه، وارتفع رأسُه، وسلم من ألم الهوان، وتحرَّر من رقِّ الأهواء وذلِّ الطمع، ولم يَسِرْ إلا على وَفْقِ ما يمليه عليه إيمانُه، والحقُّ الذي يحمله.
ولهذا تجدُ أن أشدَّ الناس عزمًا ومضاءً هو أنزهُهُم نفسًا، وأبعدهم عن الطمع وجهةً.
ثم إن عزةَ النفس تُلقي على صاحبها وقارًا، وجلالًا، ومكانةً في القلوب، وذلك مما تنشرح له صدورُ العظام.
وإنما يعاب الرجل إذا جعل هذه المكانةَ غايتَه المنشودةَ، دون أن يكون الحاملُ عليها رضا الله، ومن ثَمَّ نفع الآخرين.
وكما أن للعزة أثرًا في الأفراد فكذلك لها آثارٌ صالحةٌ في الأمة؛ فالأمة التي تُشْرَب في نفوسها العزةَ يشتد حرصُها على أن تكون مستقلةً بشؤونها، غنيَّةً عن أمم غيرها، وتبالغ في الحذر من الوقوع في يدِ مَنْ يطعن في كرامتها، أو يهتضم حقًّا من حقوقها.
معاشر الصائمين هذا شيء من معالم العزَّة، وأثرِ الصيام في اكتسابها.
وإليكم نبذةً من النصوص الشرعية الواردة في شأن العزة: