الدرس التاسع عشر: المؤمن طيب في كل شيء

- قال ابن القيم: وكما أن الجمال الباطن من أعظم نعم الله تعالى على عبده فالجمال الظاهر نعمة منه أيضا على عبده يوجب شكرا.

- فإن شكره بتقواه وصيانته ازداد جمالا على جماله.

- وإن استعمل جماله في معاصيه سبحانه قلبه له شيئا ظاهرا في الدنيا قبل الآخرة فتعود تلك المحاسن وحشة وقبحا وشينا وينفر عنه من رآه.

- فكل من لم يتق الله عز وجل في حسنه وجماله انقلب قبحا وشينا يشينه به بين الناس.

- فحسن الباطن يعلو قبح الظاهر ويستره وقبح الباطن يعلو جمال الظاهر ويستره.

- حكمة:

- جمال المرء في تقواه واستقامته على طاعة الله ومتابعته للكتاب والسنة.

الدرس التاسع عشر:

المؤمن طيب في كل شيء

- عَنْ أبي هُرَيرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: (إنَّ الله طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلاَّ طيِّباً، وإنَّ الله تعالى أمرَ المُؤْمِنينَ بما أمرَ به المُرسَلين، فقال: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحا} رواه مسلم.

- قال ابن رجب: والمعنى: أنَّه تعالى مقدَّسٌ منَزَّه عن النقائص والعيوب كلها، وهذا كما في قوله: {وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّأُونَ مِمَّا يَقُولُون}، والمراد: المنزهون من أدناس الفواحش وأوضَارها.

- وقد قيل: إنَّ المراد في هذا الحديث الذي نتكلم فيه الآن بقوله: (لا يقبلُ الله إلا طيباً) أعمُّ مِنْ ذلك، وهو أنَّه لا يقبل من الأعمال إلا ما كان طيباً طاهراً من المفسدات كلِّها، كالرياء والعُجب، ولا من الأموال إلا ما كان طيباً حلالاً.

- فإنَّ الطيب تُوصَفُ به الأعمالُ والأقوالُ والاعتقاداتُ، فكلُّ هذه تنقسم إلى طيب وخبيث.

- ووصف الله تعالى المؤمنين بالطيب بقوله تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ}.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015