من النصوص الواردة المحكية في خصوص التمثيل ما جاء في كتب السير وخرجه جماعة من المصنفين في أخبار الصحابةِ أن الحكم بن أبي العاص الأموي كان يحكي النبي صلى الله عليه وسلم ويمثله في مشيته وحركاته، فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فرآه فلعنه ونفاه إلى الطائف، واللعن لا يترتب إلا على كبيرة كما هو مقرر في محله من كتب الفقه والأصول؛ لأن الاستهزاء بالنبي صلى الله عليه وسلم هو من الكفر والردة، والعياذ بالله.
ومن أعمدة التمثيل وأصوله التي لا يقوم إلا بها: الغيبة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (الغيبة ذكرك أخاك بما يكره) فإذا كان التمثيل يتناول شخصاً بعينه ليمثل به فلا شك أن هذا فيه غيبة، وصاحب الأمر يكرهه، خاصة إذا كان التمثيل بميت، فيمثل به ليس فقط في السينما، بل أمام الناس في المحافل والأعداد الغفيرة، فإذا كان مجرد الإشارة باليد غيبة، فكيف بتمثيل الشخص في ملابسه ومشيته وسيرته وكلامه وصوته وسائر حركاته وسكناته؟! لا شك أن ذلك أفحش من الاغتياب بمجرد اللسان.
والغيبة من الذنوب الكبيرة، وإذا تاب الإنسان منها فإنه لا تتم توبته -في رأي كثير من الفقهاء- إلا بأن يطلب من الشخص الذي اغتابه أن يجعله في حل.