حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على تيسير النكاح، فقال عليه الصلاة والسلام: (خير النكاح أيسره) وهذا إرشاد إلى التساهل من جانب الأولياء ومن جانب الأزواج.
وقال عليه الصلاة والسلام: (خير الصداق أيسره).
وأمر الله عز وجل من لم يجد النكاح بالاستعفاف، ولم يفتح أي ثغرة إلى ما حرم الله، قال عز وجل: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} [المؤمنون:5 - 7] فأي وسيلة غير هذه التي أحلها الله فهي من العدوان الذي حرمه الله سبحانه وتعالى.
هكذا نظم الإسلام الحياة الاجتماعية تنظيماً دقيقاً، ووضع لنا التشريعات التي تكفل السعادة والاستقامة، وبينا كيف أن الشريعة حينما تحرم شيئاً تحرم كل الأسباب التي تؤدي إليه، حتى تستوقف المرء على مسافة بعيدة قبل أن يفضي إلى حدود الجريمة الأصلية.
لا ترتضي الشريعة الإلهية المحكمة حين تحرم شيئاً من الجرائم أن تشعر الناس أن العقوبة قد شرعت لمجرد التمثيل بهم ومحاسبتهم، بل تشعرهم أنها ناصحة لهم، ومصلحة لمفاسدهم، ومزيلة لمفاتنهم، فتستخدم كل ما يؤثر من التدابير الوقائية الممكنة والتدابير العلاجية التي توصد باب الفتنة، وتعين على اجتناب الموبقات: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا * يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا} [النساء:27 - 28].
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يرحمنا.
سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.