فأول آداب السفر: أن يشاور الإنسان من يثق بدينه وعلمه وتقواه في أمر سفره، وأيضاً: أن يستخير الله تبارك وتعالى في هذا السفر، وذلك إذا لم يكن السفر فريضة.
من آدابه أيضاً: أن يعزم على التوبة والرجوع عن جميع المعاصي والمخالفات، وأن يرد المظالم إلى أصحابها، فإن كان غصب مالاً أو اغتاب رجلاً، أو أخذ أي نوع من المظالم من صاحبها فعليه أن يرد هذه المظالم.
ثم أيضاً: يقضي من ديونه ما أمكنه أو يستأذن صاحب الدين عليه.
أيضاً من هذه الآداب: أن يرد الودائع إن كان عنده ودائع يحفظها للناس فيردها إلى أصحابها، حتى إذا قبض أو مات في سفره لم يطالب بها أمام الله.
أيضاً: يطلب المسامحة خصوصاً ممن كان يكثر مصاحبته ومعاملته من زوجة ووالدين وغيرهما.
أيضاً: يكتب وصيته إن كان له مال يوصي به، ويشهد عليها، بشرط ألا تزيد على الثلث، وأن يؤديها إلى أقاربه الذين لا يرثون، أو إلى جهة من جهات الخير.
يوكل من يقضي عنه من ديونه ما لم يتمكن من وفائه.
أيضاً: يترك لأهله نفقتهم إلى حين عودته، وأن يجتهد في إرضاء والديه، وتجتهد المرأة إذا سافرت في إرضاء زوجها والتوثق من مسامحته.
من ذلك أيضاً: الاستكثار من الزاد والنفقة بنية مواساة المحتاجين ممن يصحبونه أو يلقاهم في سفره.
كذلك ترك المماحكة والمشاجرة والخلاف، وعدم المسامحة في البيع والشراء.
أيضاً من هذه الآداب: أن يختار الصحبة الصالحة كما قال بعض الناس: الرفيق قبل الطريق، فينبغي أن يختار ويتحرى في الصحبة التي تصحبه في الحج، فيختار الرفيق الموافق الذي يؤثر على نفسه، ويحرص على راحة من يرافقه، ويا حبذا لو كان من أهل العلم أو ممن عنده علم بحيث يذكره إذا نسي، ويعينه إذا ذكر.
من ذلك أيضاً: أن يؤمر القوم عليهم أميراً للسفر، لقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا كانوا ثلاثة في سفر فليؤمروا عليهم أحدهم).
كذلك أيضاً: أن يحصل وسيلة مواصلات قوية ومريحة.