هذا شيخ كبير في السن كان سبباً في هداية أسرة كاملة، كانت غافلة لاهية، تقضي معظم وقتها أمام شاشة التلفاز لمشاهدة الصور المحرمة ومسلسلات الحب والغرام والهيام.
يقول هذا الشيخ الكبير: كنت نائماً في المسجد بعد صلاة الظهر، فرأيت فيما يرى النائم رجلاًً أعرفه من أقاربي قد مات، ولم أكن أعلم أن في بيته التلفاز، جاءني فضربني بقدمه ضربة كدت أصرع من ضربته، وقال لي: يا فلان! اذهب إلى أهلي وقل لهم: يخرجون التلفاز من بيتي.
قال الشيخ: وكنت أرى هذا التلفاز في بيته -يعني: في المنام- وكأنه كلب أسود والعياذ بالله، قال: فاستيقظت من نومي مذعوراً، واستعذت بالله من الشيطان الرجيم، وعدت إلى نومي، فجاءني في المنام مرة ثانية وضربني ضربة أقوى من الأولى وقال لي: قم واذهب إلى أهلي وقل لهم: يخرجون التلفاز من بيتي لا يعذبونني به، قال: فاستيقظت مرة ثانية وهممت أن أقوم، ولكني تثاقلت وعدت إلى نومي، فجاءني في المرة الثالثة وضربني في هذه المرة ضربة أعظم من الضربتين الأوليين وقال لي: يا فلان! اذهب إلى أهلي، وقل لهم: يخلصونني مما أنا فيه خلصك الله، قال: فاستيقظت من نومي، وعلمت أن الأمر حقيقة.
فلما صليت التراويح من ذلك اليوم ذهبت إلى بيت صاحبي وهو قريب لي، فلما دخلت فإذا بأهله وأولاده قد اجتمعوا عليه ينظرون إليه وكأن على رءوسهم الطير، فجلست، فلما رأوني قالوا مستغربين: ما الذي جاء بك -يا فلان- في هذا الوقت، فليس هذا من عادتك؟! فقلت لهم: جئت لأسألكم سؤالاً فأجيبوني عليه: لو جاءكم مخبر وأخبركم أن أباكم يعذب في قبره هل ترضون بذلك؟ قالوا: لا، وندفع كل ما نملك مقابل نجاة أبينا من العذاب! قال: فأخبرتهم بما رأيته في المنام من حال أبيهم؛ فانفجروا جميعاً بالبكاء، وقام كبيرهم إلى ذلك الجهاز (التلفاز) وكسره تكسيراً أمام الجميع معلناً التوبة.
لكن القصة لم تنته بعد، قال الشيخ: فرأيته بعد ذلك في النوم فقال لي: خلصك الله كما خلصتني! يعني من العذاب.
إذاً: فكل أب أو ولي يدع هذا الجهاز الخبيث في بيته ويموت فويل له إن لم يدمره تدميراً قبل أن ينتقل إلى جوار الله تبارك وتعالى.