ومما يؤسف له -أيضاً- أننا وصلنا إلى زمان أصبحنا فيه في تعاملنا مع هذه السهام المحرقة التي نرمى بها بين وقت وآخر مجرد مدافعين، وكان الأولى وقد سخر الله سبحانه وتعالى هذه الأجهزة الخطيرة مثل الفيديو أو التلفاز أو الكمبيوتر أو الشبكة الدولية (الإنترنت) وغير ذلك من هذه الطاقات العظيمة جداً، كان الواجب الأصلي على المسلمين أن يسعوا إلى إيجاد البث الإسلامي الذي يحمل هداية الإسلام إلى البشرية الظامئة إلى نور الهداية المحمدية.
كان هذا هو الموقع اللائق بهذه الأمة، أن تكون هي التي توجه وهي التي تستثمر مثل هذه الطاقات العظيمة، وبما أننا لم نغزوا فقد غزينا في عقر دارنا بالبث المباشر بكل أنواعه، فالمؤسف في القضية أننا نحن -المسلمين- مضطرون إزاء كثافة الحملة على الإسلام وعلى قيم ومفاهيم الإسلام لأن نقف أمام هذه الأجهزة التي لا نملك إلا مجرد الدفاع السلبي نحوها، كالناظرين الذين يقبعون في هامش الحياة عالة على الأمم، فنقتصر على الدفاع لأننا فقدنا زمام المبادرة.