يقول بعض السلف: اجلسوا إلى التوابين؛ فإنهم أرق الناس أفئدة.
إذاً: من أعظم أسباب استقامة القلب وشفائه من القسوة أن يكثر الإنسان من الجلوس إلى التائبين لاسيما حديثي العهد بالتوبة، فهؤلاء يكونون أرق الناس أفئدة وقلوباً، فإن لم يتيسر له ذلك فليطالع في أحوال هؤلاء التائبين، وكيف تابوا، فإن لكل توبة قصة، ولكل هداية بداية، وقد تكون هذه البداية للهداية إما آية سمعها رجل فأفاق وصحا من سكرته، وإما حادثة تعرض لها كسرت قلبه بعد الكبر والإعراض فتاب وأناب إلى الله تبارك وتعالى وهكذا.
إذاً: ما دام هناك روح في الإنسان فمهما قسا قلبه فهناك أمل بأن يشفيه الله تبارك وتعالى، يقول بعض الصالحين: أسق غصنك ما دامت فيه رطوبة.
أي: إذا كان الغصن ما زال فيه رطوبة -حتى ولو كانت قليلة- فهو قابل لأن يحيا، أما إذا جف الغصن تماماً ويبس فهذا لا ينفع فيه شيء.