العلمانيون يحاولون أن يوهموا الناس أنه لا تعارض بين الدينين, فيمكن أن تبقى بالاسم الإسلامي لكن يفرغ من مضمونه ومن محتواه, ويقولون للناس: اعتزوا بالإسلام؛ لكن كتراث، وبشرط أن تؤمنوا ببعض الكتاب وتكفروا ببعض, وبشرط أن تبتغوا بين ذلك سبيلاً.
وبعض من فرضوا مفاهيمهم بالحديد والنار تطوع لهم أنفسهم أن يصفوا مخالفيهم من عباد الله، ومن الدعاة إلى الله سبحانه وتعالى وجنود الإسلام بالتطرف والرجعية والجمود وغيرها من الأوصاف البشعة, والله تبارك وتعالى يقول: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام:162 - 163].
فحياة المسلم كلها إسلام, وهذا الإسلام يحكم المسلم في كل أحواله، فالمسلم الذي يقبل دين العلمانية مهما زعم أن علمانيته معتدلة أو متساهلة فإنه يقف في جبهة معارضة للإسلام؛ لأنه لا يمكن أن يصدق عليه وصف العلماني حتى ينكر ما هو معلوم بالضرورة من دين الإسلام, فلابد للعلماني أن ينكر تحريم الربا, وأن ينكر تحريم الزنا، ولابد أن يقف ضد إقامة حدود الله سبحانه وتعالى في الأرض، وضد تطبيق شريعته, ولابد أن ينكر فرضية الزكاة, ومبدأ تحكيم الشريعة من أساسه.
ولذلك -كما قال علماء المسلمين- تجري على العلماني بعد إقامة الحجة عليه واستتابته كل أحكام المرتدين؛ فتسحب منه الجنسية الإسلامية، ويفرق بينه وبين زوجه وولده, وتجري عليه أحكام المرتدين في الحياة وبعد الموت.