إن الإنسان إذا ألف أن يرى إخوانه دائماً في المسجد فإذا ما تخلف أحدهم اكتشف تخلفه، فربما مرض أو أصابته أي مصيبة وما شعر به أحد، فما هو المقياس الذي يعرفون حاله به؟ إنه صلاة الجماعة، فإذا تخلف فهناك شيء ما، فيبدءون يسألون عنه ويتتبعون أحواله، وإذا أراد الشيطان أن يغتاله وينفرد به ويقصيه عن إخوانه يحس إخوانه بذلك من البداية فيتداركون ذلك بزيارته ونصيحته وغير ذلك.
وفي هذا التجمع يعرف الكبير في المجتمع الإسلامي فيقدر، والفقير فيعطى، والعالم فيسأل، والجاهل فيتعلم.
وفي صلاة الجماعة يعرف من كان في صلاته أي نوع من التقصير أو الخلل، فيجد من ينصحه من إخوانه ويعلمه كيفية الصلاة الصحيحة، كذلك المتكاسل ينبه إلى نبذ هذا التكاسل.
كما أن أحد مواضع إجابة الدعاء هي مواضع تجمع المسلمين، لذلك النبي عليه الصلاة والسلام أمر بإخراج العواتق وذوات الخدور في صلاة العيد، وقال عن الحُيِّض: (يعتزلن المصلى، ويشهدن الخير ودعوة المسلمين)؛ لأن هذه المواضع التي يجتمع فيها المسلمون من مواطن إجابة الدعاء.
وكذلك تنزل البركة حيث يجتمع الموحدون والمصلون خاصة في مجال الذكر، وحلق العلم، وهذه العبادات المباركة تنزل فيها البركات والرحمات من عند الله سبحانه وتعالى، فتنشأ بهذه التجمعات الوحدة والمحبة والإخاء بين المسلمين، وتجعل منهم كتلة متراصة تنشِّئ فيهم المواساة والتراحم وائتلاف القلوب، وتربيهم على النظام والانضباط، والمحافظة على الأوقات.