من الآداب -أيضاً- أن يتدبر ما يقول ويتعقل معناه، وإن جهل شيئاً تبين؛ لأن المقصود بالذكر هو حضور القلب، ولا سبيل إلى حضور القلب إلا إذا كنت تفقه هذا الذكر الذي تقوله وتتدبره، يقول علي رضي الله عنه: (لا خير في عبادة لا فقه فيها، ولا قراءة لا تدبر فيها).
يقول الشوكاني رحمه الله تعالى: لا ريب أن تدبر الذاكر لمعاني ما يذكر به أكمل؛ لأنه بذلك يكون في حكم المخاطب والمناجي، وإن كان أجر هذا أتم وأوفى فإنه لا ينافي ثبوت ما ورد الوعد به من ثواب الأذكار لمن جاء بها، فإنه أعم من أن يأتي بها متدبراً لمعانيها.
حتى لو كان لا يستطيع أن يتدبر معانيها فإنه ينال الثواب أيضاً، وأيضاً الشخص الذي لا يتدبر ولا يكون حاضر القلب تماماً فهو -أيضاً- لن يحرم من الثواب؛ فإنه لم يرد دليل يشترط أو يقيد هذا الثواب بحصول التدبر والتفهم، يقول الشيخ صديق حسن خان في (نزل الأبرار) معلقاً على كلام الشوكاني: وهذا تقرير حسن، فيه توسيع دائرة الرحمة التي وسعت كل شيء.