وقد تواتر هدم النبي عليه الصلاة والسلام لأصنام الجاهلية بيده الشريفة، فالرسول عليه الصلاة والسلام كان يشير إلى الأصنام ويطعنها ويكسرها حينما دخل مكة فاتحاً، جاء في صحيح البخاري ومسلم: (لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة كان حول الكعبة ثلاثمائة وستون صنماً، فجعل يطعنها بالقوس ويقول: {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء:81]، {جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} [سبأ:49])، فجعلت تخر وتتساقط على وجوهها.
وفي الصحيحين أن الرسول عليه الصلاة والسلام بعث جرير بن عبد الله البجلي مع سرية لكسر صنم ذي الخلصة في اليمن.
وروى ابن سعد وغيره: أن النبي عليه الصلاة والسلام بعث خالد بن الوليد إلى نخلة لهدم العزى، والقصة في ذلك معروفة.
وبعث النبي عليه الصلاة والسلام المغيرة بن شعبة وأبا سفيان بن حرب إلى الطائف لهدم اللات.
وروى ابن سعد: أن النبي عليه الصلاة والسلام بعث علي بن أبي طالب إلى الفلس -وهو صنم طيّئ- لهدمه.
وروى ابن سعد: أنه أيضاً بعث عمرو بن العاص رضي الله عنه إلى سواع لكسره، وهو عمرو بن العاص الذي يفتري عليه المفترون، ولا يستحون من الله حيث يدعون أن عمرو بن العاص رأى الأصنام وأقرها! وربما يكون رآها وما استطاع هدمها، لكن أن يرى ما يقدر على كسره من الأصنام والأوثان ولا يفعل، كيف يظن هذا بـ عمرو بن العاص رضي الله عنه الذي قال فيه النبي عليه الصلاة والسلام: (ابنا العاص مؤمنان: عمرو، وهشام) رضي الله تعالى عنهما، بل ذهب بعضهم إلى الافتراء على عمرو، حيث يقولون: إن عمرو بن العاص صك عملة على أحد وجهيها الصليب! فالله المستعان! وهل كان في أيامه عولمة؟! كذلك روى ابن سعد أن النبي عليه الصلاة والسلام بعث الطفيل بن عمرو إلى ذي الكفين -وهو صنم دوس -لتحريقه.
وروى ابن سعد أنه عليه الصلاة والسلام بعث سعد بن زيد الأشهلي إلى المشلل لهدم مناة.
فهل كان الرسول وأصحابه يدمرون الآثار، ويهدمون الحضارة والتراث الإنساني، أم كانوا ينظفون العقول ويغسلون القلوب من أوضار الشرك ورجس الوثنية؟!