الاستئذان لغة: هو طلب الإذن؛ لأن السين هي سين الطلب، والإذن: من أذن بالشيء إذناً بمعنى أباحه، وعليه فإن الاستئذان: هو طلب الإباحة.
أما شرعاً فالاستئذان: هو طلب الإذن في الدخول لمحل لا يملكه المستأذن.
قال الله سبحانه وتعالى في آية الاستئذان: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا} [النور:27]، فقوله: (بيوتاً غير بيوتكم): سيأتي إن شاء الله تعالى فيما بعد بيان ما هو بيت الرجل؟ لأن المقصود هنا الاستئذان في غير بيتك، فالبيت الذي تدخله بدون إذن هو البيت الذي تعيش فيه وحدك، ولا يوجد فيه غيرك، أو البيت الذي فيه زوجتك أو ما ملكت يمينك، وما عدا ذلك فليس بيتاً لك، فمثلاً: الغرفة المغلقة في البيت على بنتك أو ابنك البالغ، أو أختك، أو أمك، ليس بيتاً لك، صحيح أنك تملكه، أو أنك المستأجر وعقد الإيجار باسمك، لكن عندما نتكلم هنا في آداب الاستئذان على بيت الإنسان فالمراد المكان المغلق أمامه، إن كان يعلم أنه لا يوجد فيه أحد، أو توجد فيه زوجته أو أمته؛ فهذا هو بيته الذي لا يجب عليه أن يستأذن قبل دخوله، أما الغرفة المغلقة في داخل البيت على بنته البالغة، أو ابنه البالغ، فلا يدخلها أبداً إلا باستئذان، كما سنبين إن شاء الله تعالى.
فالاستئذان شرعاً: طلب الإذن في الدخول لمحل لا يملكه المستأذن، والفقهاء يستعملون الاستئذان بالمعنى اللغوي فيقولون: الاستئذان لدخول البيوت، ويعنون به: طلب إباحة دخولها للمستأذن.