ومن ذلك أيضاًً البحر، فالبحر يشفق من يوم الجمعة، كما جاء في الحديث، أن البحر يشفق من يوم الجمعة يخشى أن تقوم القيامة.
وكذلك أيضاً: حديث الرجل الذي أوصى بنيه أن يحرقوه من بعد موته، فأحرقوه، وألقوا جزءاً من رماده في البحر وجزءاً ذروه في الريح، فتوجه الأمر إلى البحر، إذ أمر الله البحر فامتثل الأمر وجمع ما تفرق فيه من فتات هذا الرجل.
وقال بعض العلماء في تفسير قوله تعالى: {وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ} [الطور:6] إن المسجور هو الممنوع المكفوف عن الأرض حتى لا يغمرها فيغرق أهلها، والحقيقة أن مساحة اليابس بالنسبة لمساحة الأرض تساوي (23%)، وربما نقول: (30%) تقريباً؛ فلو لم يمسك الله هذا البحر الذي هو أكثر من ضعف مساحة اليابسة لأغرقها، فمثلاً: نحن الآن على ساحل الإسكندرية، من الذي يمسك هذا الماء عن أن يغرقنا؟ هل هي شركات التأمين؟! ومن الذي يؤمن علينا من الغرق والهلكة؟ إن هذا أمر الله سبحانه وتعالى، ولذلك قال الله: (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ)، يعني: أن الله بقدرته وبأمره يكفه عن الخلق، ويأمره الله أن يمسك عن إغراق الناس وإهلاكهم وغمر هذه الأرض.