إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد: فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قد بين سبيل الله سبحانه وتعالى، وطريق الله عز وجل، وترك هذه الأمة على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، وعرّف الناس بربهم، وبين لهم المنهج والطريق الذي يوصلهم إلى الله وإلى رضوانه وجنته ورحمته، وحذرهم من طرق الباطل، وبين لهم تفاصيل أمور دينهم، في صلاتهم وزكاتهم وصيامهم وحجهم، وبيعهم وشرائهم وغير ذلك من الأمور.
ومضى المسلمون على هذا الطريق يتبينونه ثم يسلكونه، وتكون المشكلة اليوم الذي عندما فيه منهج الله ومنهج رسوله على الأفراد، أو يخفى على طائفة من الأمة، أو على جمع كبير من الأمة.
إذا خفي على الناس منهج الله ومنهج رسوله صلى الله عليه وسلم وقعوا في الضلال مع ظنهم أنهم على هداية، ومن هنا كان ائتمام الصحابة بالمصطفى صلى الله عليه وسلم عاصماً يعصمهم من الضلال، ثم كان أعلام الصحابة من بعد الرسول صلى الله عليه وسلم منارات تعصم الأمة من الضلال، ثم كان علماء التابعين وأتباع التابعين والعلماء الذين صاروا على الطريق الذي كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، والعلماء من بعدهم كانوا هداة يعصمون الأمة من الزلل.