الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، محمد عبد الله ورسوله.
أيها الإخوة! في هذه الأيام الطيبة تضاعف الأعمال، ومن ذلك تضاعف الصدقة، ففي شهر الصيام يتضاعف العمل، فالصلاة أجرها عظيم، وإخراج الزكاة أجره جزيل، ولذلك كان أكثر المسلمين يؤدون زكاة أموالهم في هذا الشهر، فهو شهر الصيام وشهر الزكاة.
وليس ذلك واجباً، ولكن المسلمين كانوا يؤدون زكاة أموالهم في هذا الشهر طمعاً في أن يكون أجرها أعظم وأكثر مما لو أدوها في غير هذا الشهر.
ولا شك أن الكثير من الإخوة في هذا المسجد قدموا خيراً في كل جمعة، وقد يكون في غير الجمعة، نسأل الله تبارك وتعالى أن يأجرنا وإياهم، وأن يثيبنا، وأن يتقبل منا ومنهم صالح الأعمال.
ويزورنا في هذا اليوم الإخوة في لجنة المناصرة لفلسطين ولبنان، وهذه لجنة أنشئت منذ فترة وجيزة، ومهمتها أن ترعى أولئك الذين أصيبوا في ديارهم، والذين تعلمون ما أصابهم في لبنان، وما أصابهم في فلسطين قبل ذلك، وماذا يحدث في المخيمات التي في الأردن.
وهي تعمل على مد يد العون للمحتاجين، وللأرامل، ولليتامى، وللفقراء، وللمساكين، وللمصابين، وقد اطلعت على شيء من أعمالها، فرأيتها قد قدمت خيراً كثيراً، والقائمون عليها رجال طيبون يسعون جاهدين يبتغون في ذلك الأجر والثواب، ولا يأخذون مرتبات ولا أموالاً لأنفسهم، فهم يقضون أوقاتهم في معونة هؤلاء المحتاجين، وهم يزورون مسجدكم في هذا اليوم طالبين من إخوانهم أن يمدوهم بشيء من المال فيه أجر وصلاح لهم، وفيه عونٌ لإخوانهم، وهو أمر ينبغي أن يتواصى المسلمون فيه بالخير، وأن يتواصوا فيه بالحق، لعل الله تبارك وتعالى أن يصلح هذه النفوس، وأن يأجرها، وأن يثيبها.
ثم هو واجب علينا تجاه إخواننا، وهذا البلد فيه خير كثير، ففيه لجان تعمل لأفغانستان، ولجان تعمل لبعض أقطار العالم الإسلامي، وهذه اللجنة كان ينبغي كما قلت في أكثر من مناسبة: أن تكون أول اللجان لبلد يعتبر تاجاً أو درة في جبين العالم الإسلامي، إذ هو مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم، فينبغي أن يعنى المسلمون بشأن هذا البلد، جهاداً وجهداً وبذلاً وعطاء وتفكيراً، وألا يفرط المسلمون مرة أخرى كما فرطوا من قبل وأضاعوا بلداً من بلاد المسلمين، وسيحاسبهم الله تبارك وتعالى عليه.
فالمسلمون اليوم مطالبون بأن يرعوا هذا الجانب، فإذا ما قامت لجنة تقدم العون والخير فينبغي أن يعتنى بهم، والله تبارك وتعالى في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
اللهم اغفر ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وكفر عنا سيئاتنا، وألهمنا رشدنا.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، والباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات.