Q لقد قدر الله لجماعاتنا الإسلامية أن تنمو وتقوى وهذا من فضله، وفي نفس الوقت قدر سبحانه أن يجعل هذه الجماعات تختلف شيئاً ما في أمور قد تكون أصغر مما نتصور، فما هو واجب الداعية الذي ينتمي لجماعة من هذه الجماعات تجاه إخوانه في الجماعات الأخرى، وكيف يجب أن يكون تعامله معهم وشعوره تجاههم؟
صلى الله عليه وسلم أي جماعة إنما هي جماعة من المسلمين وليست جماعة المسلمين، فلا ينبغي أن ينظر الإنسان إلى نفسه في جماعةٍِ ما ويظن أنه هو الخليفة وغيره كفار.
والجماعات هي تجمعات قامت هنا وهناك، فحب دائرة الإسلام وأخوة الإسلام، وحق المسلم على المسلم، ومحبة المسلم للمسلم؛ كل هذا يجمعنا، فلا بد أن يكون بيننا التناصح، والتآزر، والتعاون، والتآخي في حدود دائرة الإسلام الواسعة، وهذه الجماعات ليست من الفرق التي قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيها: (إن الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة)، إنما هي في الإسلام، فمشايخ الإسلام كانت لهم جماعات، فالإمام أحمد بن حنبل كانت له جماعة، وكذلك الشافعي، فهذه ليست فرقاً إنما كانت جماعات للتربية والتعلم.
وفي الوقت الحاضر انتهت خلافة الإسلام، وصار العلماء يدعون الناس إلى منهج متكامل؛ ليعيدوا للمسلمين مجدهم وعزهم، وقد يختلفون شيئاً ما في تصور طريق الإعادة والتغيير والتبديل، لكن ليسوا من الفرق المختلفة فيما بينها، فينبغي أن تكسر الحواجز فيما بينهم، فلا ينظر الواحد منهم إلى أنه هو الذي يطبق الإسلام والآخرون من الكفار، فحقوق الأخ المسلم ينبغي أن تصان، فلا يطعن في عرضه، لئلا يصبح المسلمون فرقاً، فإن هذا إثم، وسيحاسب عنه يوم القيامة.