التوكل لا ينافي الأخذ بالأسباب

إذا توجه العبد إلى الله بصدق وكان مضطراً ينجو؛ لأن الله تبارك وتعالى يجيب المضطر إذا دعاه، وفي حال الأمن يلجأ كثير من الناس إلى الأسباب، ولا ينظر إلى خالقها، يلجأ إلى أصحاب السلطان والمال وفلان وفلان ولا يتوكل على الله.

وبعض الناس يزعم أنه متوكل على الله ولا يلجأ إلى الأسباب، وكلا الفريقين ليس على صواب.

الولد مريض، أنت مريض، ما طالبك الله بأن تجلس في بيتك ولا تتعاطى العلاج.

والذي يذهب إلى الطبيب وهو يعتقد أنه يملك الشفاء أيضاً هذا مخطئ.

والذي يتعالج ويعلم أن هذا سبب وأن الشافي هو الله تبارك وتعالى هذا هو الذي أخذ بالمنهج الحق.

والذي يستنصر الله على عدوه -كما يفعل المسلمون الآن- من غير أن يتخذ سبباً فقد أخطأ الطريق.

والذي يقاتل ويظن أنه بقوته سينتصر على عدوه وينسى أن له رباً قوياً قادراً مخطئ.

والذي يقاتل عدوه ويطلب ما عند الله تبارك وتعالى ويسأل الله عز وجل الاستقامة على أمره هو الذي أصاب الطريق، ونصر الله تبارك وتعالى ينزله عليه إذا صدق مع الله عز وجل.

قمة العبودية في ميزان الله تبارك وتعالى أن تتوكل على الله، وأن تعتمد عليه، وأن تلجأ إليه في أمورك كلها.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015