سألني بعض الإخوة في الأسبوع الماضي حول ما نشر في بعض الصحف عما يسمى بطفل الأنابيب، وعن البنوك التي تنوي بعض الدول الأوروبية إقامتها، فقد كتب في بعض الصحف أن بعض الدول الأوروبية تنوي إيجاد بنوك للحيوانات المنوية التي تكون في الرجال، ثم تختار النساء منها ما يلائمها؛ لغرض تحسين النسل.
فأما طفل الأنابيب فهذا شيء لم يسمع به الجميع، وكل ما هنالك أن البويضة التي تكون في رحم المرأة تلقح ثم تترك في هذه الأنبوبة فترة ما؛ لأن الرحم لا يقبلها أو لأنها لا تلقح إذا بقيت في الرحم، ثم ترجع إلى الرحم مرة ثانية فتنمو فيه كما كانت تنمو من قبل، فهنا الطور فيه مرض أو مشكلة، فهم عالجوا هذه الفترة الزمنية إلى أن تستطيع أن تستقر البويضة في الرحم.
وأما هذا الفعل الذي يفكر فيه بعض الأوروبيون، فهو فعل من أفعال الجاهلية وإن اختلفت الصورة، فقد كانت صورته معروفة عند أهل الجاهلية، وكان يسمى بنكاح الاستبضاع، فقد كان الرجل إذا أراد أن يكون له نسل جيد وحاضت امرأته فإنه يمتنع عنها ولا يجامعها ولا يعاشرها، ثم يقول لها اذهبي إلى فلان -لرجل قائد أو زعيم أو عظيم أو شجاع- فاستبضعي منه، أي: تزني معه؛ كي يأتي نسل جيد، ثم يعتزلها حتى يظهر حملها، ثم إن شاء بعد ذلك عاشرها وإن شاء لم يعاشرها إلى أن تضع حملها.
وهذا النكاح، وهو زنى، واليوم لا يريدون أن يكون الأمر بهذا الشكل حتى لا يظهر أنه زنى، وإنما يأخذون نطفة فلان ويحفظونها في مكان، فإذا جاءت امرأة تطلب نوعاً خاصاً من هذا الماء أو ذاك الماء من رجل معين، وله صفاته معينة أعطوها منه فحملت بهذا الصبي، وأبوه هو الذي خرجت منه هذه النطفة، فهذا نوع من الزنى، وهو حرام لا يجوز وإن تغيرت الطريقة التي كان يمارسها أهل الجاهلية.
فهؤلاء الذين يعيشون هناك ليس عندهم دين ولا شرع منزل من عند الله سبحانه وتعالى يتحاكمون إليه، وأما نحن فهذا حرام لا يجوز في شرعنا.
اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، واستر عنا سيئاتنا، وألهمنا رشدنا.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.