الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، محمد عبد الله ورسوله.
نحن نؤمن بما أخبرنا الله به، وبما أخبرنا به الرسول صلى الله عليه وسلم: من أن المسلمين أمرهم باق منتصر إلى أن تقوم الساعة، وتمر على المسلمين لحظات وسنوات يضعفون فيها، ولكن الله سبحانه وتعالى يحفظ دينه وييسر له من يقوم به، ويرفع لواءه ويعلي مناره، نؤمن بذلك كله، ولكن لكل أمر سبب.
هناك أسباب لكل ما يقدر الله، فالله يقدر النتيجة ويقدر السبب الذي يوصل إليها، ونحن نريد المسلمين اليوم أن يعودوا ليكونوا هم السبب في عزة الإسلام وأهله، فإذا ما تخلف أمثالنا عن نصرة الإسلام فسيرفع الله لواء الإسلام في الهند، وقد يرفعه في أمريكا، أو في أي دولة.
فمن كان يظن أن المدينة التي استعصت على الصحابة، أي: لم يستطع الصحابة أن يفتحوها، وهي: (القسطنطينية) ستصبح عاصمة الإسلام مئات السنين؟! من كان يظن أن دولة الإسلام ستكون عاصمتها هناك في تركيا، التي كانت يوماً ما عاصمة تحارب الإسلام؟! فقد كانت جيوش الأعداء تنطلق منها لتحارب الإسلام، فإذا براية الإسلام ترتفع في سمائها مئات السنين، وتحمل راية الإسلام مشرقة ومغربة، وتحكم العالم الإسلامي وتحكم بغداد، التي كانت عاصمة للدولة الإسلامية في الخلافة العباسية، وتحكم دمشق التي كانت عاصمة للدولة الأموية، وتحكم المدينة ومكة، من هناك في تركيا من القسطنطينية! فالله سبحانه وتعالى قادر أن يرفع راية الإسلام في عاصمة أخرى، وفي دولة أخرى تحارب الإسلام وتعاديه، ولكننا سنخسر القضية ونحن نريد أن نربحها، ونريد عزة الدنيا ورفعة الآخرة ورضوان الله سبحانه وتعالى، وأن يتحول المسلمون مرة أخرى إلى قوم يعملون لهذا الدين ويحرصون عليه، وعلى رضوان الله سبحانه وتعالى، وينبذون الشرك والكفر عن أنفسهم وعن إخوانهم، ويبصرون الناس بدينهم، ويدعون إلى الإسلام، ويبينون للناس هذا الدين، ويأخذون بأنفسهم وبإخوانهم كي يصلوا إلى الهدف الذي يريده الله سبحانه وتعالى، عند ذلك يتحقق للمسلمين عزهم، يكون لهم النصر.
اللهم! اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وكفر عنا سيئاتنا، وألهمنا رشدنا.
اللهم! أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
اللهم! اغفر للمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك قريب سميع مجيب الدعوات.