وأحب أن ألقي بعض الأضواء الخفيفة على بعض هذه الفرق التي لا تزال آثارها وتفسيراتها وكتبها موجودة ومؤثرة في حياة المسلم، مثل قضية التكفير بالذنوب.
فلا توجد فرقة الآن تسمى فرقة الخوارج كما كان في السابق إلا بعض الفرق التي ليس لها اعتبار، فهي محصورة في مكان ما، ولكن هذه الأفكار تثور بين الفينة والفينة، فيوجد بين المسلمين من إذا رأى رجلاً يفعل معصية فإنه يكفره، ومنهج الأمة الوسط الذي قرره القرآن، وقررته السنة، وكان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه: هو أن الإنسان لا يكفر بالذنوب، فجاء الخوارج فكفروا الصحابة، وكفروا علياً بن أبي طالب، وكفروا كثيراً من الصحابة الذين كانوا مع علي بن أبي طالب، وكفروا الذين كانوا مع معاوية، بسبب أنهم رأوا أن المسلمين يقتتلون أو يفعلون بعض الذنوب، فكفروا القمم من سادة المسلمين.
وهذا منهج خطير لا يزال يثور بين الفينة والفينة، وما زلنا نرى رجالاً وأقواماً يقولون بهذه المقالة، مع أن النصوص صريحة صحيحة في هذا، فهناك أمور في ديننا هي كفر، وهناك أمور هي ظلم وفسق، فكل إنسان كافر فهو فاسق وظالم، وليس كل إنسان ظالم وفاسق كافراً، فإنكار وجود الله كفر وظلم وفسق، والكذب أو الزنا أو السرقة هي ظلم وفسق وليست كفراً، وهذه عقيدة أهل السنة والجماعة.