عندما تقرأ الحرف من القرآن، فلك عشر حسنات، الفاتحة فيها مائة وخمسون حرفاً، فعندما تقرؤها فلك ألف وخمسمائة حسنة، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا أقول: ((الم)) حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف)، ويقول: (الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن وهو يتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران).
ولذلك عنيت الأمة بهذا الكتاب، فدرسوه، وفقهوه، وحكموه في أنفسهم، وتخلقوا بأخلاقه، وتأدبوا بآدابه، ونشأت أمة الإسلام على هذا الكتاب؛ فصنع أفرادها رجالها ونساءها وأطفالها وشبابها وشيوخها وحكامها، وكان إطاراً لحياتهم، فكانت هذه الأمة هي أمة القرآن.
هذه الأمة كانت تنظر بكتاب الله، وتنظر من خلال آياته، وتحقق الأهداف التي رسمها كتاب الله تبارك وتعالى، وتتعلم عقيدة الإسلام من هذا الكتاب، فقد كان حياتها ونورها، فكانت هذه الأمة أمة القرآن، هذا الكتاب حياتك وعزك وخيرك إن أنت أخذت به، وهذا الكتاب هو كتاب الأمة الأول ونورها الهادي، إن أخذت به عزت، وإن تركته ذلت.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.