الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، أما بعد: لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه: (تعوّذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن)، فكان الصحابة رضوان الله عليهم يقولون: نعوذ بالله من الفتن، ما ظهر منها وما بطن، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من الفتن ويقول: (أعوذ بالله من فتنة المحيا والممات)، فالمحيا فيه فتنة، والممات فيه فتنة، فالمرء يفتن عند خروج روحه، فإن الشيطان يأتيه فيفتنه، ويفتن المسلم في قبره عندما تأتي ملائكة الرحمن تسأله، وهذه آخر فتنة يتعرض لها المسلم.
إن خير ما يعيذ الله به عبده من الفتن أن يوفقه ويهديه لمعرفة الخير، وأن يستقيم على الخير، وتلك هي الهداية العظمى.
وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يصلي يقول: (اللهم رب جبرائيل وإسرافيل وميكائيل! أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم)، ونحن نقرأ في كتاب الله في كل ركعة {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة:6].
فنسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا وإياكم إلى الصراط المستقيم، وأن يجعلنا مفاتيح خير مغاليق شر، وأن يوفقنا إلى كل خير، وأن يعصمنا من الشرور والفتن ما ظهر منها وما بطن.
اللهم! اغفر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات إنك قريب مجيب الدعوات.