جاء في الحديث: (إن كل إنسان يبعث على ما مات عليه)، فإن مت على الإيمان والتقى والصلاح والجهاد والصبر والطاعة بعثت كذلك، فمن مات في الحج مثلاً فإنه يبعث من قبره ملبياً، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، والذي يموت على المعاصي يبعث عليها، كذلك قال الله تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} [البقرة:275].
ومن منع زكاة ماله فإنه يعذب به، فتجعل له صفائح من نار فيكوى بها جبينه وجنبه وظهره ويقال له: هذا ما كنزت، وهذا الذي بخلت به وهو حق الله تبارك وتعالى، فيعذب به في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة.
وكذلك الجبابرة الطغاة الظلمة الفجرة الذين يسفكون دماء العباد ويتكبرون عليهم، ويستكبرون عن اتباع الحق الذي أنزل من السماء، يحشرون أمثال الذر يطأهم الناس بأقدامهم، كما أخبر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم.
أما الذين يديمون المشي إلى الصلوات في الظلمات فإنهم يحشرون ولهم نور عظيم، كما يخبر المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، وكذلك الذين يتحابون في الله يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، والذين ينفقون على العباد ويفرجون كرباتهم يفرج الله كرباتهم في ذلك اليوم: (ومن فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا، فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة)، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.