الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، محمد بن عبد الله ورسوله، لقد أوتي الرسول صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم، فيجمع المعاني العظيمة في الكلمات القليلة، وهذا الحديث من جوامع كلمه عليه الصلاة والسلام؛ لأنه كما رأينا يتحدث عن قضايا خطيرة في حياة الأمة الإسلامية.
في الشطر الثاني من الحديث يخبر فيه الرسول صلى الله عليه وسلم أن الله يكره لنا أن تشغل أوقاتنا بقيل وقال، قال فلان كذا، وقالت فلانة كذا، وفلان روى، وفلانة روت، ونتناقل الأحاديث نشغل بها الساعات الطويلة فنبتعد عن القضايا المهمة بالحديث في سفاسف الأمور، كما هو حادث في هذه الأيام، أخبار تنقل من المشرق والمغرب، لا ندري منها الصحيح من الباطل، والقوي من السقيم، نشغل بها أنفسنا ونعيش في دوامة لا ندري ما الصحيح منها وما غير الصحيح، فنتناقل الأحاديث والأقوال نشغل بها أنفسنا.