أخبرنا الله سبحانه وتعالى عن الشيطان أنه قبيح الخلق والنصوص توحي بهذا، ولذلك شبه الله شجرة الزقوم التي تنبت في أصل الجحيم برءوس الشياطين فقال: {إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ * طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ} [الصافات:64 - 65] طلعها أي: ثمرها، وما شبهه بهذا التشبيه إلا لأنه في شكل قبيح، وقبح صورة الشيطان مغروسة في ذهن الإنسان، كما أن حسن صورة الملائكة مغروسة في أذهاننا.
ونحن نعرف أن النصارى لهم رسمة للشيطان، فهم يصورون الشيطان على هيئة رجل أسود، ذي لحية مدببة، وحواجب مرفوعة، وفم ينفث لهباً، وقرون، وأظلاف، وذيل، وهذه صورة تخيلها النصارى من قديم، ولا تزال مطبوعة في أذهانهم إلى اليوم، لكن هذا غير صحيح، فما أحد رأى الشيطان وإنما هو محاولة تقليد.