نحن نعلم أن اليهود هم الذين يسيطرون على وسائل الإعلام في الدول الأوروبية، فأخذوا يقولون لشعوبهم التائهة: أدركوا العالم الإسلامي قبل أن يفلت من أيديكم، فالشباب الذين تربوا على أيديكم، والفتيات اللواتي اتجهن إلى واشنطن وباريس، بدءوا يرجعون إلى مكة، ويحنون إلى المدينة ويذكرون الصحابة والصحابيات.
وهناك انحراف في المسيرة في العالم الإسلامي، فتركيا تسير على الحضارة الغربية، ومصر تتململ من هذا السيل الذي أغرقت به شعبها وأمتها، أحاديث كثيرة نشرت في صحافتنا العربية نقلاً عن التلفزيون البريطاني والأمريكي والفرنسي أنهم يتآمرون فيما بينهم على الدول العربية، فبدأ علماؤهم يخططون مرة أخرى كي يفسدوا هذه العودة إلى الإسلام.
أما زعماء اليهود والنصارى والشيوعيين الذين رضعوا من لبان الكفر، وتسممت قلوبهم وعقولهم، فقد صاحوا وضجوا من عودة المسلمين إلى الإسلام.
قرأنا ذلك وسمعنا في صحافة وتلفزيون الكويت، وقرأنا في صحافة مصر وغيرها من صحافة الدول العربية، أن التقدميين والمتحضرين المتمدنين يعيبون علينا ويقولون: هل يعقل أن شباباً في الجامعات وفي المعاهد العليا وأساتذة الذرة والاقتصاد ورجال دولة ورجال قانون لهم لحى؟ وهل يعقل أن فتيات يملأن الشوارع يلتزمن بدينهن فيتحجبن؟ فهذا عودة إلى الجاهلية الأولى والقرون الوسطى.
فارحموا أنفسكم أيها الشباب! وارحمن أنفسكن أيتها النساء، فحرام عليكن أن تضعين شبابكن في الالتزام، والبعد عن مباهج الحياة وفتنها، فهذا كلام الذين يسمون أنفسهم بالتقدميين، ويصفوننا بالرجعيين المتأخرين المتحجرين، وأخذوا يعللون ظاهرة من مظاهر التدين، وهي ليست ظاهرة بل هي حكم شرعي، وهي الالتزام بالحجاب الإسلامي، فيقولون: إن المرأة تتحجب لتخفي عيوبها عن زوجها الذي يريدها، فهؤلاء أقوام رأوا في أوروبا الحضارة والمدنية والرقي، فظنوا أن المرأة كانت مستعبدة لا تملك من أمرها شيئاً، فجاءت الحضارة والمدنية الحديثة وأعطت للمرأة شيئاً من حقها، ولكنهم لم يقفوا عند مرحلة الاعتدال، فظنوا أن من الحرية أن تختلط المرأة بالرجل والرجل بالمرأة، ومن العدالة أن تتمرد المرأة على تعاليم السماء، ومن المساواة أن تعمل المرأة عمل الرجل والرجل عمل المرأة، فكانوا بين إفراط وتفريط.
وانتصر أصحاب الحضارة الأوروبية علينا في مجال القتال والحرب واحتلوا ديارنا ودرّسوا أبناءنا، وعلمونا علمهم، وأفهمونا ثقافتهم، وتربى على أيديهم رجال ونساء، وقالوا: الحضارة ما عليها أوروبا بحسناتها وبسيئاتها، فإذا شئنا أن نكون متحضرين ومتمدنين فلنعش حياتهم، ولنكن كرجالهم ونسائهم.