قامت روسيا -هذه الدولة العظمى- تريد أن تأخذ جزءاً من ديار المسلمين، وبعشرات الألوف من رجالها؛ من جيوشها المدربة، ودباباتها، وطائرتها، عدد ضخم هائل، حتى كنا نسمع صدى المعارك ونشاهده، وكثير من أبناء المسلمين العرب وغيرهم ذهبوا إلى تلك الديار ودخلوا في معارك خاضها المجاهدون، وبعضهم ذهب لينقل للمسلمين صورة مما يجري، يشاهد ويصور ثم يكتب، يرسل للمسلمين أخبار ما يجري هناك، وكانت -كما قلت في البداية- آية من آيات الله تبارك وتعالى، وهي أن هذا الشعب الأعزل الذي ليس عنده من السلاح الكثير، وليس عنده من الطعام الكثير، تحول بفضل الله إلى أمة مجاهدة، تعرف لماذا تقاتل، وتعرف من تقاتل، وتعرف مع من هي، وتعرف أنها يجب أن تكون مع الله تبارك وتعالى، وأن تستنصر بالله عز وجل، وأن تجاهد أعداء الإسلام الذين يريدون اغتيال الإسلام واغتيال ديار المسلمين، وهم يعرفون أن الثمن ضخم هائل من الشهداء -رحمهم الله- والأسرى والجرحى والمشردين.
لقد بلغت أعداد المشردين الذين لجئوا إلى الدول المجاورة لبلادهم أربعة ملايين! والنساء اللواتي ليس لهن عائل فقدن الأب والأخ والزوج لسن بالألوف بل العشرات الألوف! والأطفال الذين فقدوا آباءهم وأمهاتهم عشرات الألوف إن الثمن ضخم هائل، لقد هدمت المدن! وهدمت القرى! الزرع الذي يأكله البشر والحيوان أحرق في تلك الديار! ولكن هكذا تكون ضريبة الجهاد، كما قال المولى سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ} [الصف:10 - 11].