جاء الوعيد الشديد على من قال في كتاب الله برأيه، على من قال في القرآن برأيه، والقرآن يفسر بالقرآن وبالسنة وبأقوال الصحابة والتابعين، وبلغة العرب، ومثل ما ذكرنا سابقاً أن الدعي الذي لا علاقة له بالقرآن، ولا بما يخدم القرآن، هذا ليس له أن يتكلم في القرآن، ونسمع ونقرأ بعض المقالات في الصحف من أناس لا في العير ولا في النفير، يتكلمون في كلام الله -جل وعلا- بكلام هو أبعد ما يكون عن مراد الله -جل وعلا-؛ لأنهم ليست لهم عناية في الكتاب ولا ما يخدم الكتاب، لكن من كانت له عناية بالقرآن، صار من أهله ونظر كثيراً، وأطال، وأدام النظر في كتب أهل العلم الموثوقين، هذا له أن يدلي برأيه؛ لأنه تكونت لديه ملكة يستطيع بها أن يتعامل مع نصوص القرآن، والسنة.
يقول: هل ينبغي لطالب العلم أن ينكر المنكر، مع وجود عالم في المجلس الذي فيه المنكر، مثال: الجوالات، وأصواتها في المسجد مع وجود عالم فهل أقول وأنكر هذا؟
من باب الأدب، هو الإنكار لا بد منه سواءً كان من العالم أو من غيره، ((من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه)) لكن لو كان على طريقة السؤال لهذا العالم، ما رأيكم في مثل هذه النغمة، ما رأيكم في مثل هذا الصوت؟ فيجيب الشيخ إن شاء الله بما ينفع، وإن أجاب أيضاً بخلاف ما يراه هذا، هذا يراه منكر، والشيخ لا يراه منكر، فعليه أن يبين رأيه لكن مع الأدب.
يقول: في زماننا ما الأفضل: عالم أحجم عن الفتوى في ظل نطق الرويبضة، أم عالم تصدر للفتوى لنشر العلم والفهم الصحيح في الأمة؟
لا شك أن مثل هذا فرع عن العزلة والخلطة، العزلة والخلطة، هذه كما تكون لسائر الناس، تكون أيضاً للعلماء، فالعالم الذي يستطيع أن يؤثر بالناس، ولا يخشى على نفسه من التأثر بما عندهم من منكرات هذا يتعين عليه أن يخالط وأن يعلم، وأن يفتي، وأن يقضي، وإذا كان يخشى على نفسه من التأثر، فإنه حينئذ لا مانع من عزلته؛ لأن حرصه على نفسه آكد وأوجب، ذكرنا في حديث ((أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار)) أن الأصح أنه مرسل.
يقول: كثير من طلاب العلم في هذا الوقت لا يفرق بين المدارسة والفتيا؟