فالمسألة تحتاج إلى إعادة حساب من قبل بعض من يتصدى إلى الفتوى، عندنا علماء، وعندنا راسخون، وعندنا أئمة علم وعمل، ويتصدون للفتوى، وهم مسددون موفقون، ونحمد الله على هذه النعمة، الخير موجود، لكن قد يوجد من يفتي من الطرف الآخر، والزلات كثرت، وثقة العوام بأهل العلم تزحزحت، لماذا؟ لأن الشيخ الفلاني يُسأل عن مسألة عقد مالي فيقول: حرام، ويسأل آخر وهو في السن في مقام أولاد الشيخ الأول ويقول: حلال، طيب قد يقول: إحنا أعرف من أولئك في تصور المسائل الجديدة والاقتصاد، يقول: حلال، ثم بعد ذلك الناس ما يدرون منهم من يرجح بالهوى فيرتكب الفتوى الثانية، ومنهم من يقول: الشيخ الفلاني أعرف فنطلب مرجح ثالث، حتى رمي بعض أهل العلم الراسخين وشاع في مجالس الناس مع الأسف الشديد أن فلاناً لا يُسأل، كل شيء حرام، لماذا؟ لأنه يفتي بما يخالف أهواءهم، لا يسأل فلان كل شيء حرام، إذا كان مرد القبول والرفض الهوى، الحديث المختلف في ثبوته: ((لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به)) ومقتضى قوله -عليه الصلاة والسلام-: ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولد والناس أجمعين)) وفي قوله لعمر: ((حتى من نفسك)) يقتضي هذا، إذا قدمت هواك على ما جاء عن الله وعن رسوله فأنت ما أحببت الرسول؛ لأن الذي يحب يكون مطيعاً لم يحبه.
أتعصي الإله وأنت تزعم حبه؟! ... هذا لعمري في القياس شنيعُ
لو كان حبك صادقاً لأطعته ... إن المحب لمن يحب مطيعُ