والفائدة الثانية: وهي تقويم اللسان ما استفادها هذا الرجل؛ لأن هذا بالمران تأتي، المران المصاحب للتعلم ولذا تجد طالب علم أقل في التحصيل من آخر فتجد هذا إذا قرأ يشنف السامعين ويطربهم ولا يلحن والذي أعلى منه وأرفع وأعرف منه بهذا العلم لا يقيم جملة، يخطأ ويمل السامعون من قراءته، هذا ما تعود، لكن الفائدة الثانية وهي فهم الكلام الذي يختلف معناه باختلاف إعرابه، لن يحرم من عرف النحو إذن هو يقرأ ضرب زيد عمراً، لكن إذا أراد أن يعرب ما يخطئ، وفهم الكلام مترتب على إعرابه، وخير ما يعين على التطبيق في هذا الفن، خير ما يعين إعراب القرآن.
إذا انتهيت من الآجرومية، طبقتها بشروحها أعرب الفاتحة كاملة، إعراباً مفصلاً، ثم بعد ذلك اعرض إعرابك على كتب إعراب القرآن، فإن طابق فأنت مستفيد مائة بالمائة، إن لم يطابق فبقدر ما يختل من المطابقة يكون الخلل في تحصيلك لهذا العلم، ومما يمتاز به شرح الأزهرية إعراب قصار السور؛ لأن هذا مهم؛ لأن هذا الإعراب مع كونك تستفيد منه في العربية تستفيد منه في فهم القرآن؛ لأن بعض الكلمات، كلمات القرآن لا يفهم معناها إلا إذا عرف موقعها من الإعراب.
يقول: قررتم أن ما حفظ سريعاً ينسى سريعاً، وفي الإجازة هناك دورات لحفظ القرآن والسنة فما رأيكم؟
الجواب: هذه الدورات لا شك أنها مفيدة، ونافعة لطالب العلم، وهل معنى هذا أنك إذا انتهيت في شهرين من هذا الكم الهائل من الأحاديث أنك تكون ضبطت هذه الأحاديث وأتقنتها؟
أولاً: الناس يتفاوتون منهم من يضبط في هذه المدة، ومنهم من يضبط بنسبة 80%، ومنهم من يضبط بنسبة 60%، ومنهم من يضبط بنسبة 90%، وبعد شهر ينسى على كل حال هذه توطئة، لا بد من أن يعاود سقي هذا الزرع، مو معنى أنك حفظت مختصر الصحيحين، مختصر البخاري بزوائد مسلم أنك خلاص، طبقت الكتابين، لا، هذا بذر، سقيته أول مرة وظهرت سنابله خضر، لكن يحتاج إلى زيادة في السقي، تعاهده بالسقي لتكون الثمرة ناضجة؛ لأننا سمعنا من بعض من ينتسب إلى العلم من ينتقد هذه الدورات.
ولا شك أن هذا صد عن التحصيل، فهذه الدورات في غاية الأهمية، والحمد لله أن الوسائل تنوعت، ويمكن ضبط السنة وحفظ السنة متون السنة بهذه الطريقة وأسانيد الأحاديث والتفقه وفهم السنة على طريقة السلف بالطريقة التي شرحناها مراراً.
والله أعلم ...
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،،