فإذا قرأ هذه المتون، مؤلفات الشيخ الإمام المجدد الأصول الثلاثة، والقواعد الأربع، وكشف الشبهات، التوحيد، الواسطية، الحموية، التدمرية، والطحاوية، عاد أيهما يُقَدِم على الآخر؟ لا شك أن الحموية أسهل من التدمرية، لكن التدمرية لا بد منها، يقرأ بعد ذلك أو قبل التدمرية والطحاوية، لو قرأ في سلم الوصول مثلاً وفي عقيدة السفاريني وراجع عليها الشروح، وفي هذين الكتابين وغيرهما من الكتب ككتاب التوحيد يختصر الشروح، قد يقول قائل: أنا أقرأ شروح التوحيد ثم بعد ذلك إذا انتهيت الفائدة موجودة لكنها أقل مما توقعت، نقول: اختصر .. اختصر فتح المجيد ويش المانع، اختصر تيسير العزيز الحميد، أنقل زوائد هذا على هذا؛ لأنه العلم بالتقليب وبالمعاناة هذه وكثرة التعب يثبت.
فعندك سلم الوصول أبيات قليلة شرحت في ألف وثلاثمائة صفحة ما المانع أن تختصر هذا الكتاب بثلاثمائة صفحة فقط ويرسخ عندك الكتاب تحفظ المنظومة وبعد ذلك يرسخ عندك معاني هذه الأبيات، وقل مثل هذا في منظومة السفاريني في عقيدته "الدرة المضية" مع شرحها "لوائح الأنهار البهية، أو لوامع الأنوار"؛ لأنه في طبعته الأولى طبعة المنار سموه "لوائح"، وفي الطبعة الثانية "لوامع"، فالاختصار أنا عندي في غاية الأهمية لطالب العلم، ولا يختصر هذا بنية النشر على أنه مؤلف له جديد ينشره بين الناس، لا، أول من يستفيد منه نفس المختصر هذا، ولذا يقول الإمام مسلم في مقدمة صحيحه: وإذا عزم لي تمامه فأول من يفيد منه أنا، صحيح المؤلف أول من يستفيد من كتابه لا على أن ينشره للناس، ولا مانع أنه إذا تأهل بعد ذلك وعرضه على أهل العلم والخبرة والاختصاص أن يقدمه للناس يستفيدون منه.