وأيضاً فيه من الأحاديث الضعيفة والواهية والموضوعة شيءٌ كثير؛ لأنه ليس من أهل الصناعة، تقرأ في تفسير القرطبي –مثلاً- وعندك الأقلام الملونة، والمسألة مسألة جرد قراءة؛ لأن الكتاب من عشرين مجلد، إذا أردت أن تقف عند كل مسألة ما تنتهي، تأخذ القلم الأحمر وتقول: قف، عند مبحث تريد حفظه؛ لأن بعض المباحث يمر عليك في هذا التفسير أوفي غيره لا بد أن تحفظه؛ مثل هذا لا يمكن أن يمر ثانية، هذا تستفيد منه في كل العلوم ينير لك طريقك، بعض التوجيهات في بعض الكتب هذه يفتح الله -جل وعلا- بها على هذا المؤلف بحيث لا توجد عند غيره، فمثل هذه اكتب: قف -بقلم أحمر-، وفي طرة الكتاب تقول: اللون الأحمر -مثلاً- صفحة كذا.
يأتيك مسألة صعبت عليك وتريد أن تراجعها لتفهمها الأخضر: قف.
تذكر الاصطلاح في طرة الكتاب: الأحمر لما يراد حفظه، الأخضر لما يراد مراجعته، تحتاج تراجع على شان تفهم، إذا ما فهمت بنفسك راجع أهل العلم يحلون لك هذا الإشكال، وجدت مقطعاً أعجبك أسلوبه وتريد أن تستفيد منه في إنشاءك، وفي إلقاءك وفي تعليمك فتأتي بالقلم الأسود وتقول: قف؛ لتعود إليه مرة ثانية، فتنقله إلى مذكرتك، وهكذا.
بهذه الطريقة في سائر الكتب المطولة يستفيد طالب العلم؛ لأن هذه المطولات لا يمكن أن تعامل معاملة متون، فتفهم كل شيء فيها؛ ما يمكن؛ لأن أهل العلم لما صنفوا المصنفات وجعلوا منها المختصرات؛ لتحفظ، وجعلوا منها المطولات؛ لتُفْهِم ويستفاد منها، ويستعان بها على فهم هذه المختصرات.
أنواع الكتب عند أهل العلم:
فالكتب عند أهل العلم على أنواع: منها المتون، ومنها الشروح، ومنها الحواشي، ومنها النكت، -وبعض الطلاب يسمع النكت على كتاب كذا، يظنه الأخبار الطريفة المضحكة، ليس الأمر كذلك، بل هي المسائل المشكلة-، هي المسائل المشكلة: يعني ليست حاشية تتعرض لكل شيء، وإنما هي في مسائل دون مسائل، هذه المطولات تقرأ بهذه الطريقة، وانتهينا من التفسير، نأتي إلى الحديث.
المنهجية في الحديث: