المقصود أن العلم الموروث والإرث النبوي هو العلم الصحيح المؤصل المبني على كتاب الله وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام-، بفهم سلف هذه الأمة بفهم سلف هذه الأمة بالتوسط والاعتدال، وإلا ففي النصوص ما قد يتمسك به فئات من الطوائف المبتدعة، فالخوارج عندهم ما يستدلون به من نصوص الكتاب والسنة، والمرجئة في مقابلهم عندهم ما يتمسكون به من نصوص الكتاب والسنة، لكن العبرة بمن أخذ بالطرفين لم يأخذ بطرف ويترك الطرف الآخر، لم يأخذ بنصوص الوعيد فيرتكب ما ارتكبت الخوارج، ويدع نصوص الوعد، ولا يأخذ بنصوص الوعد فيرتكب ما ارتكبته المرجئة، ويترك ويهدر نصوص الوعيد، وقد وفق الله -جل وعلا- أهل السنة والجماعة وهم أهل التوسط بين الفرق والمذاهب فأخذوا من الطرفين بما يقتضي التوفيق بينهما، والتوفيق بينهما جارٍِ عند أهل السنة من غير أي تنافر وأي تناقض وأي تضارب وأي اعتراض، فإذا استطاع الإنسان على طريقة أهل السنة والجماعة أن يوفق بين هذه النصوص التي ظاهرها التعارض فإنه حينئذٍ على الجادة، وحينئذٍ يكون وارثاً إذا عمل بهذا العلم، وعلمه الناس، ودعا إليه، وفقه الناس به، والله أعلم.

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

هناك مسائل كثيرة تتعلق بالعلم والتحصيل والطلب وكيفية حفظ المتون، وكيفية جرد المطولات، والمنهجية في قراءة الكتب وطريق .. ، كلها هذه أمور في كل فرع منها محاضرة مستقلة ومسجلة -ولله الحمد-، وما عاد بقي إلا أن ننظر في الأسئلة.

يقول: أنا أحب العلم والعلماء، وأريد أن أكون من أهل العلم؛ لأنني وأخواني ... ، ولكن العلم يحتاج إلى حفظ ولا يكون إلا بالحفظ -على حد علمي- وأنا أواجه صعوبة شديدة في الحفظ، وعوضني الله سرعة الفهم فما توجيهكم حفظكم الله؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015