((وأن العلماء هم ورثة الأنبياء، ورثوا العلم من أخذه أخذ بحظ وافر)) هذا طرف من حديث مخرج عند أبي داود والترمذي والحاكم، مصححاً من حديث أبي الدرداء وحسنه حمزة الكناني، وضعف بالاضطراب، لكن له شواهد يتقوى بها، له شواهد يتقوى بها، وشاهده من كتاب الله قول الله -جل وعلا-: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} [(32) سورة فاطر] {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ} [(32) سورة فاطر] الإنسان قد يرث من أبيه القرآن لكن قد يرثه حساً، وقد يرثه معنىً، قد يرثه حساً بأن يترك له مصحف، وقد يرثه معنىً بأن يكون الأب حافظاً لكتاب الله محفظاً لابنه كتاب الله -جل وعلا-، {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} [(32) سورة فاطر] والمراد بذلك الميراث المعنوي الحسي الأهم؛ لأن الإنسان قد يرث مصحف لكن لا يقرأ فيه ولا ينتفع به، وجاء من الأمور التي يجري عملها بعد موت ابن آدم ((أو مصحفاً ورثه))، ((أو مصحفاً ورثه)).

ورثوا: بتشديد الراء المفتوحة أي: الأنبياء، بحظ وافر: أي بنصيب كامل، بنصيب كامل، يعني من أخذه، لكن كل يأخذ من هذا الإرث بقدر ما كتب له، بقدر ما كتب له، والله -جل وعلا- هو المقدر، والعبد هو المأمور بالسعي في الأسباب، والنتائج بيد الله -جل وعلا-، والنبي -عليه الصلاة والسلام- قاسم كما يقول، والله -جل وعلا- هو المعطي، لا يقول الإنسان: أنا حرصت على أخذ العلم، ومكثت سنين عدداً أتردد بين أهل العلم، وأقرأ في الكتب وفي النهاية لا شيء، أنت تدخل في قوله -عليه الصلاة والسلام-: ((ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة)) ولو لم تدرك علم، أنت سلكت الطريق يكفي، هذا السبب، أنت تبذل ما عليك والنتيجة بيد الله -جل وعلا-.

((ومن سلك طريقاً)) هو من جملة الحديث المذكور، هو من جملة الحديث ((العلماء ورثة الأنبياء)) وأخرج هذه الجملة بمفردها مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015