يقول ابن المنير .. ، وزين الدين ابن المنير له حاشية على البخاري، ناصر الدين بن المنير له تراجم البخاري، يقول ابن المنير -رحمه الله-: أراد به أن العلم شرط في صحة القول والعمل، العلم شرط في صحة القول والعمل، فلا يعتبران إلا به، لا يعتبران إلا بالعلم، فهو متقدم عليهما، مصحح للنية المصححة للعمل، يرى أن النية المشترطة لصحة العمل لا تكون إلا بالعلم؛ لأن من شرط صحة العمل العلم به، فإذا كنت جاهلاً به غير متصور له فإنك لا تستطيع أن تؤديه على الوجه الشرعي، وحصر القصد بتصحيح النية لا يكفي؛ لأنه مصحح للنية مسدد للاقتداء؛ لأن من شرط صحة العمل الشرعي أن يكون خالصاً لوجه الله تعالى، صواباً على سنة رسوله -عليه الصلاة والسلام-، فالذي يجهل هذا العلم لا يستطيع أن يقصده بالتحديد؛ لأنه جاهل به، فكيف يقصد ما يجهل؟ والذي لا يعلم ما يريد أن يفعل لا يستطيع أن يفعله على مراد الله -جل وعلا-، ومراد رسوله -عليه الصلاة والسلام-، الذي لا يعرف أحكام الصلاة لا يستطيع أن يصلي، كما رأى النبي -عليه الصلاة والسلام- يصلي، أمر النبي -عليه الصلاة والسلام- أن يصلي المسلم كصلاته، ((صلوا كما رأيتموني أصلي)) هذا بالنسبة للذي رآه من الصحابة، وأما من بعدهم فكما شرح لهم من بيان صلاته -عليه الصلاة والسلام-، فيما نقل عنه، وصح من سنته -عليه الصلاة والسلام-، فالذي لا يعلم لا يحدد القصد والنية بدقة مما يريد فعله، كما أنه أيضاً لا يستطيع أن يؤدي ما أمر به على الوجه الشرعي المطلوب، فيتخلف حينئذٍ الشرطان، إما تخلفاً كلياً مع الجهل المطبق، أو جزئياً فيما يجهله دون ما يعلمه، عوام المسلمين عندهم جهل بأحكام الصلاة، لكن يعرفون صورتها الظاهرة؛ لأن صورة الصلاة متلقاة بالعمل والتوارث من لدن النبوة إلى يومنا هذا، والناس يصلون على مدى أربعة عشر قرناً، يرى بعضهم أباه ويرى أخاه، ويرى الناس في المسجد يصلون، ولذا شرعت النوافل في البيوت من أجل أن يراها النساء والصبيان فيصلون كما يصلي هذا الأب الذي صلى في المسجد واقتدى بإمام المسجد فيعلمون الصورة الظاهرة، ويبقى دقائق الأحكام لا يعرفها إلا أهل العلم، والذي لا يعرف هذه الدقائق لا يمكن أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015