فهذه المذكرات مثل مؤلفات المعاصرين التي صيغت بأساليبهم، بل هي منها، هل هذه تربي طالب علم على أساليب العلماء المتقدمين؟ افترضنا طالب تخرج في كلية الشريعة أو أصول الدين أو كلية الحديث أو غيره على هذه المذكرات، ثم بعد أن تخرج عُين في بنك، وعرض عليه مشاكل ومسائل واحتاج أن يراجع الكتب، هل يستطيع أن يفهم كتب المتقدمين من خلال فهمه لهذه المذكرات؟ هذه المذكرات هي عبارة عن مؤلفات صيغت بأسلوب يفهمه الشخص بدون معلم، لكننا في مرحلة التعليم لا بد أن نقرر كتب لا يفهمها الطالب بمفرده، بحيث إذا وجد في معنى واستقل بعد تخرجه في بلد لا عالم عنده نعم، يستطيع أن يستقل بنفسه، ويفهم كلام العلماء، ولا يحتاج إلى أن يرجع أن يتعلم مرة ثانية ليفهم هذه الأساليب التي انفرد بها وخلى بها، فكتب هذه المذكرات لا شك أنها من أعظم العوائق عن التحصيل مهما اعتذرنا عن أصحابها بحسن النية والقصد، ونحن لا نطعن في قصد أحد، وأرادوا التسهيل والتيسير؛ لكن طالب العلم لا بد أن يبنى على الحزم والعزم، ولذلك ليس من العبث أن يؤلف العلماء هذه الكتب بأساليب صعبة، بإمكانهم أن يبسطوا، يعني اختيار الزاد في هذه البلاد (زاد المستقنع) أو (المنتهى) أو (مختصر خليل) أو غيره في بلدان أخرى، يعني هذا. . . . . . . . . وهي أشبه ما تكون بالألغاز، متعبة لطلاب العلم؛ لكن طالب العلم إذا فهم هذا الكتاب سهل عليه فهم ما دونه، يعني طالب العلم الذي يتربى على (التدمرية) لشيخ الإسلام ابن تيمية، إذا تخرج وسكن بمفرده في بلد لا يوجد طالب علم غيره، يبي يشكل عليه (شرح الطحاوية)، ويشكل عليه (شرح الواسطية)، ويشكل عليه (الحموية) أو غيرها من كتب العقيدة؟ إذا تربى على الأصعب وفهمه بين يدي أهل العلم الذين هم الآن متوافرون، يمكن في وقت من الأوقات تطلبهم لا تجدهم، ولا تتصور أن الآلات التي تخدم الآن وتقرب المسافات وتيسر الاتصال بالآفاق، وأنت جالس تستمر، لا، اعتبر نفسك ما عندك إلا هذه الكتب، وعندك مشكلة لا بد من حلها، كيف تتعامل مع هذه الكتب؟ لا بد أن توطن نفسك على هذا الأمر.

يقول: ما هو خير كتاب أو متن فقهي غير متقيد بمذهب معين يصلح لتدريسه لعوام الناس؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015