منهم من الملائكة الموكل بالصور، وهو إسرافيل -عليه السلام-، ينفخ فيه ثلاث نفخات أو نفختين على خلاف بين أهل العلم؛ لأن هناك نفخة يقال لها: نفخة الفزع {وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ} [(87) سورة النمل] ونفخة الصعق: {فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ .... ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ} [(68) سورة الزمر] فهل هي ثلاث نفخات أو نفختان؟ خلاف بين أهل العلم، وما ذكرناه من الآيات يدل على أن هناك نفخة للفزع ونفخة للصعق ونفخة للقيامة، من يقول: هما نفختان فقط، نفختان فقط يقول: إن نفخة الفزع هي في بداية .. ، الفزع في بداية النفخة والصعق في نهايتها؛ لأنها تطول مدة النفخ، فيفزعون في أول الأمر ثم يصعقون، فهي نفخة واحدة، ومنهم من يقول: هما نفختان، وأما النفخة الثالثة أو الثانية لا خلاف فيها {فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ} [(68) سورة الزمر] لا شك أن هذه النفخة توجد فزع عظيم، ولا شك أنها تنبئ عن نتائج خطيرة، فطوبى لمن عمل خيراً، وضده لمن عمل بضده {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ} [(8) سورة المدثر] النفخ، {فَذَلِكَ ... } [(9) سورة المدثر] {عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ} [(10) سورة المدثر] نعوذ بالله، نمر بهذه الآية ولا تحرك بنا ساكناً، ويذكر عن زرارة بن أوفى التابعي الجليل أنه سمع القارئ يقرأ هذه الآية فمات -رحمه الله- في صلاة الصبح، يذكر في ترجمته، وإن كان بعضهم يشكك في مثل هذه التصرفات؛ لأنه لا يجد تجاه هذه النصوص أدنى إحساس، وجد التشكيك في مثل هذا من القدم، ابن سيرين يقول: هذا الغشي وهذا الصعق الذي حصل من بعض الناس أو نسب إلى بعض الناس هذا ليس بصحيح، ذكر الحافظ الذهبي في السير قال ابن سيرين: يجعل هذا الشخص على جدار ويقرأ القرآن إن سقط فهو صادق، أما كونه يصعق أو يفزع وهو في الأرض هذا ما فيه إشكال قد يكون يمثل، لكن إن سقط من الحائط فهو صادق، كل هذا كأنه لا يرى مثل هذه التصرفات، ويستدل على ذلك بأن هذا لم يحصل من النبي -عليه الصلاة والسلام-، وهو أعلم الناس وأخشى الناس وأتقاهم لله، لو كان تأثير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015