آثار الفسق ظاهرة على بعض من ينتسب إلى العلم؟ نقول: ما يحملونه هذا ليس بعلم، هذا ليس بعلم، وإن اشتمل على مسائل شرعية بأدلتها، هذا في الحقيقة ليس بعلم؛ لأن العلم ما نفع، ويدل على ذلك قول الله -جل وعلا-: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ} [(17) سورة النساء] بجهالة، هل يقول قائل: أن الفاسق الذي يعرف حكم الزنا ويزني، ويعرف حكم شرب الخمر ويشرب، ولو عرف الحكم بدليله بأقوال العلماء، وما حده وما يترتب عليه والآثار المترتبة عليه، لو عرف هذا كله هل نستطيع أن نقول عالم؟ يعرف جميع الأحكام المترتبة على هذه المسألة ويعرف حكم هذه المسألة بأقوال أهل العلم بأدلتها، ويستطيع أن يوازن بين هذه الأقوال من خلال هذه الأدلة، ويرجح، هل نستطيع أن نقول: مثل هذا عالم؟ الله -جل وعلا- وصفه بأنه جاهل، فكل من عصى الله -جل وعلا- فهو جاهل، ولو حمل من العلم ما حمل، لأننا لو قلنا عالم لترتب على ذلك أنه لا تقبل توبته، والله -جل وعلا- يقول: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ} [(17) سورة النساء] طيب الذي يعرف الحكم عالم أو جاهل؟ في عرف الناس عالم، لكنه في الحقيقة ومن خلال مفهوم هذه الآية هو جاهل، فمهما حمل من العلم هو جاهل، لأننا لو قلنا: أنه عالم، لقلنا توبته غير مقبولة، للنص في الآية على أن التوبة لا تقبل من الجاهل، فدل على أن من يزاول المعصية جاهل، ولو كان من أعلم الناس بحكمها.
فضل العلم: