أمامهم ومن خلفهم، وتسأل عنهم وتتحسس وتربطهم بالرفقة الصالحة، وإن تيسر أنك أنت الذي تذهب بهم وترجع بهم فنور على نور، وإن أبيت إلا أن يتركوا هذا فأتِ لهم ببديل، تحضر لهم البديل، ما تقول: أتركهم لا يتعلمون، ثم تتركهم عوام، لا، والأمور متيسرة ولله الحمد، بإمكانك أن تحضر لهم البديل؛ لكن ليس بحل الترك، ليس بحل، بل لا بد أن يواصلوا التعلم والحفظ على أي حال؛ لكن يبقى أنك لا بد أن تربطهم بالرفقة الصالحة؛ لئلا ينزجّوا مع الرفقة السيئة ثم بدل أن يتعلموا الخير يتعلمون الشر؛ لأن بعض الناس يتعذر بهذا يقول: أنا والله ما أرى أن يذهب الأولاد التحفيظ خشية من قرناء السوء، يعني إذا ذهبوا يمرون البقالة، البقالة فيها جمع من الشباب، وعندهم مخالفات وأحياناً يدخنون، وأحياناً كذا، أيضاً إذا رجعوا ذهبوا إلى المسجد، ذهبوا إلى المدرسة، كيف سينشأ الولد بهذه الطريقة، يعني إذا كنت خائفاً عليهم فاصحبهم أو أصحبهم من يعتني بهم، ولا شك أن الحديث في هذا الباب لا ينتهي، والأولاد والأهل مسئولية عظيمة، وحمل ثقيل، حتى أن بعض الناس يتمنى في ظل الظروف التي نعيشها مع فساد الأوضاع وكثرة المغريات، يتمنى أنه كان عقيماً؛ لأنه يرى أن أولاد فلان كيف صاروا؟ وقد يكون لديه أولاد أتعبوه ما نجح في تربيتهم، ما أفلح، فيقول: ليته عقيم، عليك يا أخي أن تبذل السبب، عليك أن تمتثل ما أمرت به من التكاثر، تناسلوا تكاثروا فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة، أنت أمرت بهذا، وأمرت ببذل السبب في التربية، كونك تنجح أو ما تنجح هذا ليس بيدك، النتائج بيد الله -جل وعلا-، وقل مثل هذا في الدعوة، دعوة الناس، تقول: أنا والله أستطيع الدعوة؛ لكن دعوت ودعوت ما استفاد الناس مني، وما أشوف أثر واضح نقول: ليس عليك إلا أن تدعو {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [(33) سورة فصلت] {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [(108) سورة يوسف] ولنا قدوة وأسوة في الأنبياء، فمن الأنبياء من يأتي وليس معه أحد، فأنت إذا بذلت السبب فالأجر مرتب على بذل