في المنطقة الشرقية قبل شهر في صباح الجمعة، بعد صلاة الصبح ولمدة ساعة ونصف أسمع شاباً يلقن شيخاً كبيراً سورة الكهف كلمة كلمة في ساعة ونصف، ساعة ونصف يمكن أن يقرأ فيها سبعة أجزاء؛ لكن تلقين الكهف نصف جزء أخذت عليه ساعة ونصف، يعني شيء شهدته أنا وحضرته، وسمعته وأجزم أن هذا لا تربطه به صلة، ليس من أهله ولا من أقاربه، فكيف بالأب يحرم مثل هذه الأجور والولد يستطيع؟! بإمكان الولد أن يمسك الأب ويقول له: يا والدي الفاتحة ركن من أركان الصلاة، والصلاة ركن من أركان الإسلام وأنت لا تحسن الفاتحة، ولا غضاضة ولا عيب لا على الولد ولا على الوالد هذا شرف في الدنيا والآخرة للمعلم وللمتعلم، لماذا لا يقول: يا أبت أنت لا تحسن الفاتحة نعم قد يكون الأب قد تعلم على طريقة قديمة وسمعنا من يقرأ القرآن بقراءة فيها تصحيف وتحريف وتقديم وتأخير، وإبدال كلمات، وترك بعض الآيات سمعنا هذا، وعنده أنه من المهرة في القرآن، ويرجو أن يكون مع السفرة الكرام البررة، لولا أن الحديث عن القرآن لذكرت بعض الأمثلة مما سمعته من كبار السن؛ لكن أخشى أن يكون مسخرة، ومثل هذا لا يجوز في القرآن، مثل هذا ما هو المانع أن يقول الولد لوالده: أنت لا تعرف تقرأ، أو بأسلوب مؤدب أنت لا تعرف تجود دعنا نعلمك القرآن بالتجويد، أنت على طريقة شيوخنا الكبار الذين لا يجودون، يعني يعطيه شيء من الثقة ليقبل، أما لو قال له: أنت ما تعرف تقرأ يمكن يقول له: ما أدراك كل عمرنا مع شيوخنا، وهذه جملة يرددونها (هذه قراءة شيوخنا) وهذا ليس بصحيح؛ لكن هذا ما تعلمه، فيمسكه الابن ويعلمه الفاتحة على الطريقة الصحيحة، ويقرأها على الوجه الصحيح، يعني أنا سمعت إمام مسجد يقرأ (ثم لا تسألن يومئذ عن النعيم) قلب للمعنى، يعني لو كان هذا في الفاتحة بطلت الصلاة، ولو تعمد مثل هذا التحريف بطلت صلاته قلب حيد عن الصواب، فمثل هذا نقول: الولد يلزمه أن يعلم أباه؛ لأنه كما طُولب الأب أن يقي الولد من النار والابن يستطيع هذا أوجب عليه، يعني من باب أولى إذا كان الولد يستطيع أن يقي الوالد من النار، وهو السبب في وجوده والحق عليه أعظم من حق الولد على الوالد، فعليه أن يبذل وسعه لتعليمه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015