هذا الأصل العظيم من الأصول الثلاثة التي هي معرفة الله -جل وعلا-، ومعرفة دين الإسلام، ومعرفة نبيه -عليه الصلاة والسلام- اقترانه -عليه الصلاة والسلام-، اقتران معرفته بمعرفة الله -جل وعلا-، ومعرفة الدين الذي من أجله خلق الناس، العبادة, في هذا بيان لمكانته -عليه الصلاة والسلام- بداية الامتحان الحقيقي إنما تكون بالسؤال عن الله -عز وجل- وعن دينه وعن نبيه -عليه الصلاة والسلام-.

هذا النبي العظيم قرنت الشهادة له بالرسالة بالشهادة لله -جل وعز- بالألوهية، فلا يصح دين إلا بشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله)) ومن لازم صحة لا إله إلا الله، الشهادة لهذا الرسول الكريم بأنه عبد الله ورسوله، هذه الشهادة للنبي -عليه الصلاة والسلام-- بالرسالة أحد شقي الركن الأول من أركان الإسلام، ففي الصحيحين من حديث ابن عمر: ((بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة .. )) إلى آخر الأركان ..

قرن اللهُ –جل وعلا- طاعته -صلى الله عليه وسلم- بطاعته -جل وعلا-: {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ} [(80) سورة النساء]، بل اشترط لقبول طاعته طاعة الرسول -عليه الصلاة والسلام-، {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ} والهداية لا تحصل إلا لمن اتبعه وأطاعه، {وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [(158) سورة الأعراف]، {وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [(54) سورة النور]، طاعة الرسول -عليه الصلاة والسلام- هي السبب في محبة الله للعبد، طاعة الرسول وإتباعه -عليه الصلاة والسلام- هي السبب في محبة الله -جل وعلا- لعبده، قال -جل وعلا-: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ} [(31) سورة آل عمران]، طاعته -عليه الصلاة والسلام- تجعل المطيع رفيقاً لأعظم الخلق وأشرفهم وأكرمهم: {وَمَن يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [(69) سورة النساء].

بعثة الرسول عامة:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015